زعيماتي – نورة بنت عبدالعزيز
امتدادًا لحب الجانب (المُهمل من الإعلام) .. هاهو مدرّب أساطير المستقبل للكاراتيه يكشف بعضًا من جوانبه الغائبة للجميع .. وفي كثيرٍ من الجوانب كذلك يصف ويُعلّق عليها لكل مُهتمّ ومُحب لهذه اللُّعبة الرائعة شكلًا ومضمونًا وفائدة ..
الحوار /
-بدايةً ما الذي دفعك إلى دخول “عالم الكاراتية” ..هل كان ميول شخصي؟ أم قرار صادر من والدك؟
رغبة وميول داخلي لهذه اللعبة حضيت بتشجيع كبير من والدي
-ماهي أولى ميدالية أحرزتها ؟
كانت الميدالية الذهبية في بطولة المنطقة الوسطى في اولى مشاركاتي بعمر 15 سنة
-صف شعورك حينها؟
شعور لا يوصف .. في الحقيقة لم اكن اعتقد بأني جدير للحصول على هذه الميدالية وكنت حينها فقط حاضرًا للمشاركة ..
-هل كان لك تأثير على أخوتك في دخولهم لمجال “رياضة الكاراتية ” ؟
اعتقد اننا تشاركنا في التأثير على بعضنا البعض ، بدايةً مارست اللعبة أنا وأخي الأصغر عماد .. ثم ألتحقوا بالتمرين أخوتي الأكبر سنًا تركي وعبدالرحمن ومن ثم عبدالهادي الأصغر من عماد، ومؤخرا آخر العنقود نواف حيث يعتبر من تلامذي حاليًا .. كانت رياضة الكاراتية الموضوع الساخن في البيت وفي كل وقت “وهو السبب الذي زاد من تعلقنا بهذه اللعبة”
-قدوة “ثامر المالكي” عندما كان لاعب ؟
داخليا اعتقد أنني انفردت بطريقة لعب جديدة على ساحة الكاراتية السعودي ولم اتأثر بأحد ، والشكر لله ثم للمدرب القدير الجزائري الزوبير حيث قام بصناعة جيل من لاعبي الكاراتية لازال يخدم المنتخب الوطني وبطلنا العالمي عماد أحدهم .. ولكني كنت كثير الإطلاع على أبطال دوليين حول العالم ، وفي تلك الفترة تميز المنتخب الفرنسي عن بقية منتخبات العالم ، فكنت استمتع بمتابعة البطل اليكساندر بيامونتي .
-في مستواك الدراسي .. هل كانت لـ (لعبة الكاراتيه) تأثير عليها .. (بإيجابي أم سلبي)
اعتقد أن ممارسة أي رياضة في اليوم لا تأخذ من وقتك أكثر من ساعتين فقط ، وأنا لدي 24 ساعة وكان يومي مقسم بين دراستي وتمريني .. كانت مسألة تقسيم للوقت فحسب.. وأذكر حينها أنني حصلت على نسبة في الثانوية العامة 95 % وحققت أفضل المستويات في الكاراتية بدون أي خساره في الموسم الرياضي كاملًا
-كلاعب سابق …. ما الدروس التي تقدمها “الكاراتية” لحياة المتدرّب؟
الاحترام .. الأنضباط .. الصبر.. الطموح.. مساعدة الاخرين.. لذة الانتصار .. مرارة الخسارة
-قرار إعتزالك ..إجباري نظير ظروفٍ خاصة ؟ أم قناعة داخلية بالإكتفاء ؟
تعرضت للكثير من الإصابات التي بدورها أثّرت على مستواي بشكل عام ، وأحببت أن لا أهدم مابنيت واحترمت تاريخي واعتزلت .. وكان لدي قناعة ان مشواري في لعبة الكاراتية لم ينتهي وأنني أستطيع إكمال المشوار في مجال التدريب.
– تدريب الفئات السنية بنادي الهلال .. هل كان طموح مخطط له مسبقًا إذًا من قِبَلك ، فلم يكن مجرد صدفة قمت بإستغلالها جيدًا؟
تدريبي للفئات السنية كان بطلب من الدكتور ابراهيم القناص رئيس الاتحاد السعودي للكاراتية عندما كان مشرفًا على الألعاب المختلفة .. ولم يكن الموضوع فرصه لإستغلالها فقط (لقد كان التدريب مهمه شاقة .. أعتبرها أضعاف ماعانيته كلاعب) وكان علي الوصول بالفئات السنية لحصد الألقاب ، والحمدلله حققت بطولة الدوري للناشئين بفريق جديد على بطولة الدوري وحصدنا أول لقب يسجل بإسم الناشئين على مستوى بطولة الدوري ، حيث تعتبر منافسة فيها للناشئين مستحدثه منذ 3 سنوات وحققت بهم المركز الثاني في دوري الشباب والحمدلله.
-كونك مدرّبًا .. كيف تتعامل مع “الضغط النفسي ” الذي يصاب به أكثر اللاعبين قبل خوض أي بطولة؟
فعليًا نعاني كمدربين كاراتية فنحن نقوم بالإعداد البدني والفني والنفسي في نفس الوقت
بدايةً الخوف والقلق ليس عيبًا فجميعنا نخاف ونقلق ..
اعتمد على خبرتي السابقة في معالجة الأمور النفسية ، ومن قربي للّاعبين أستطيع قراءة مايدور في أذهانهم من قلق وخوف وتوتر .. اعتقد مايمرون به الآن جزء من الأمور النفسية التي مررت بها قديمًا ، لذلك أنا صريح معهم ودائمًا ما أقول لهم “أنني كنت قلق وكنت متوتر قبل كل بطولة” .. فجميع المشاركين كان لديهم خوف وقلق ولكنهم يحاولون التمثيل بأنهم غير مهتمين أو قلقين.. كنت أخبرهم أن البطل الحقيقي من يستطيع السيطرة والتحكّم في خوفه الداخلي .. ومن جانب إيجابي القلق يجعلنا يقظين ومستعدين للمنافسة أن لم يكن مبالغ فيه.
– بعد أن أصبحت مدرّبًا .. هل فقدت بعضًا من حركاتك للكاراتية ؟
لم أفقدها ، بل اعتقد أنني أصبحت أكثر نضجًا في أداء المهارة فيها ، ولكن معيار القوة والسرعة والرشاقة أصبحت أقل من السابق .. أنا مدرب لا أتمرن مع اللاعبين لأني أحتاج الى التركيز وتصحيح الأخطاء مما أدى إلى أنقطاعي عن التمرين.
-حققت إنجازاتٍ كثيرة كلاعب ومدرب ولم تقتصر إنجازاتك على مرحلة معينة بلعبة الكاراتية .. ولكن بالتأكيد يوجد من بينها إنجاز غالي كثيرًا على قلبك ومازال بذاكرتك ، ماهو؟
فعلًا .. كانت تحقيقي للميدالية الأولمبية في أسياد اسيا بالدوحة عام 2006م ، حينها كانت أولى مشاركاتي في منافسات الدرجة الأولى بعمر 18 سنة وهي الميدالية الوحيدة .
– الكثير من أحلامك أصبحت واقعًا في هذا المجال .. كنت لاعبًا ومن ثم قائدًا مُحترفًا باللعبة ، وأصبحت الآن مدربًا تملك زمام أمور الفريق .. هل مازال هناك حلم تطمح لتحقيقه ؟
قيادة المنتخب الوطني في المستقبل ورفع علم بلادي دومًا وابدًا.
– تقييمك من 10 لمستوى لعبة الكاراتية بالمملكة؟ وماهي رؤيتك المستقبلية لها في بلادنا؟
تقييمي كمستوى فني 7 من 10 .. “اعتقد أننا نسير في طريق صحيح وفي تطور مستمر”
أما رؤيتي لها “فهي لعبة تلقى إنتشارًا ملحوظًا ينقصه الإهتمام الإعلامي فقط”.
-نرى أن بعض الأشخاص يدخل صالات لعبة الكاراتية بهمة عالية ، ونجدهم بعد شهور قليلة لم يستطيعوا الاستمرار بها ! ما السبب وراء ذلك؟
عندما يكون الطموح أكبر من الإمكانيات يصطدمون بالواقع وينسحبون..لا أقول انها لعبة صعبة أو مستحيلة ولكنها ليست سهلة في نفس الوقت .. فهي تحتاج الى الكثير من الصبر .. النتائج ليست سريعة في هذا المجال إطلاقًا .
-غياب ملحوظ للمنافسة بين الأندية السعودية في لعبة الكاراتية ، فالهلال هو البطل ، هو المتوّج ، هو الوحيد بهذه اللعبة كما يرى الجميع.. ما سرّ هذا الغياب محليًّا ؟
في الحقيقة الهلاليون لديهم كريزما البطل ولا يرضون الا بالمركز الأول لذلك تميزوا عن غيرهم.. نحن لسنا محترفين والفرق الأخرة أيضا ، ولكن نحن نتمرن أكثر ونجتهد أكثر من غيرنا لذلك نحن دائمًا بالصدارة.
-السؤال الذي نطرحه على جميع ضيوفنا … ما هو ميولك الكروي (سعودي – عربي – عالمي ) ؟
الهلال
العين
برشلونة
إذًا انت مطلّع كروي .. نكمل حديثنا عن “رياضة الكاراتية” لكن هذه المرّة من ناحية الإعلام :
-كما نرى أن رياضة “كرة القدم” أخذت حيّزًا من إعلامنا الرياضي ، وكسبت شعبية كبيرة بوسط الشارع لدى جميع الأعمار .. هل هذا أصابك بالإحباط ؟
نعم في بداياتي فقط .. وتأقلمت فيما بعد ، فاليوم تصبح لكل شخص مركز إعلامي من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ويستطيع نشر أخباره وإنجازاته اولًا بأول ولم يعد الأمر حكرًا على قناة معينة أو جريدة بعينها.
-في الفترة الأخيرة أظهرت بعض الصحف الرياضية ، والبرامج التلفزيونية اهتمامها “بلعبة الكاراتية” بعد الإنجازات التي أحرزها لاعبي المنتخب السعودي ، فهل ترى أن السبب وراء غيابها عن ساحة الإعلام هو (قلة الإنجازات الخارجية) ؟
ليس بالتحديد .. فلقد كان هناك إنجازات بالسابق ولكن كانت القنوات والصحف تنقل أخبار كرة القدم فقط وتتجاهل أخبار الألعاب الأخرى .. ولكن مع وسائل التواصل الاجتماعي وأنتشار أخبار الألعاب المختلفة اعتقد أنها وضعت القنوات كلها والاعلام (في موقف محرج) من ما يصدر منهم من تجاهل الإنجازات التي تُقدم للوطن ، بالأضافة إلى تجاهلهم لتحقيق العديد من الإنجازات الغير مسبوقة كذلك .. أيًا كان انا سعيد بظهور إنجازاتنا حاليًا ونطمح للمزيد أيضًا.
-في ختام هذا اللقاء …. نودّ أن توجّه بنصيحة لكل من يريد وضع أولى خطواته في (رياضة الكاراتية) ؟
استمتع بممارسة اللعبة ولا تنتظر تحقيق النتائج سريعًا
شكرًا من القلب نبعثها من (صحيفة زعيماتي) الى من تدرّجت حياته بين أروقة الهلال .. وفيها أثمرت بذرة ذلك النجم الطامح لما فوق التدريب كذلك ، فنحنُ جميعًا على موعدٍ مع (صانع الإنجاز) في المستقبل .. المدرّب : ثامر المالكي .
والشكر كذلك لكل من شارك وسأل سواءًا داخل الصحيفة وفي الأنستقرام او على التويتر ، قناة اخبار زعيماتي ، الـ BB ، و هاشتاق زعيماتي .. ونعتذر للجميع عن عدم طرح جميع الأسئلة للمدرّب الكبير ثامر المالكي .
التعليقات مغلقة .